يداً ومنزلةً عنده ،
فقد رووا أنّه أخذ بلحية عمر وقال له : «ثكلتك أُمك» لمّا طلب منه استبدال أُسامة بغيره.
الثاني
: إنّه دالٌّ على أنّه حادٌّ طائش ، وذو
الحدّة والطيش لا يصلح للإمامة ، وقد أقرّ ابن أبي الحديد بحدّته بعد قول المرتضى
: «إنّها صفة طائش لا يملك نفسه» ، قال : «لعمري ، إنّ أبا بكر كان حديداً ، وقد
ذكره عمر بذلك ، وذكره غيره من الصحابة» .
وأقول :
روى في «الاستيعاب» بترجمة عليّ (عليه
السلام) ، عن طاووس ، عن ابن عبّاس : سُئل عن أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله
وسلم) ، فوصف أبا بكر بالحدّة ، قال : مع حدة كانت فيه .
الثالث
: إنّه طلب التقويم من رعيّته في هذه
الخطبة ، وهو مناف لإمامته ؛ لحاجته إلى إمام آخر يقهره أو يرشده ، وحمله على طلب
المشورة تأويل من غير دليل.
على أنّه أيضاً مناف للإمامة ؛ فإنّ
الإمام أجلّ من أن يحتاج إلى مشورة أحد والاستعانة به ، وإلاّ لكان شريكاً له في
الإمامة.
وأما
أمر الله سبحانه نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمشاورة ، فليس لنقصان فيه ،
__________________