وكان ذلك هو شأنه في تحريض عمّاله على
جمع الأموال ، وهم يخترعون الطرق للاستكثار منها . وفرض ضريبة على الأهالي تُقدّم إليه
يوم النيروز ، فكان يُجبى منها عشرة ملايين درهم ، وهو أوّل مَنْ استصفى أموال الرعية .
وها هو معاوية يُعطي عمرو بن العاص أرض
مصر وأموالها وسكّانها المعاهدين ملكاً حلالاً له. وقد جاء في صك هذا العطاء : أنّ
معاوية أعطى عمرو بن العاص مصر وأهلها هبة يتصرّف كيف يشاء ..!! مصر التي كتب علي
بن أبي طالب للأشتر عامله عليها وثيقة تُعتبر من أعظم حقوق الإنسان على مدى العصور
غدت عند معاوية سلعة تُباع وتُشترى. وهاك نموذجاً من سلوك عمرو بن العاص في مصر :
سأله صاحب أخنا بمصر أن يُخبره بمقدار ما عليه من الجزية ، فأجابه :
«لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما
أخبرتك ما عليك ، إنّما أنتم خزانة لنا ، إن كثر علينا كثرنا عليكم ، وإن خفف عنّا
خففنا عنكم» .
وحين استولى معاوية على العراق نقل بيت
المال من الكوفة إلى دمشق ، وزاد في جرايات أهل الشام ، وحطّ من جرايات أهل العراق
. وقد أوضح
فلسفته في جميع المال بقوله :
«الأرض لله ، وأنا خليفة الله ، فما آخذ
من مال الله فهو لي ، وما تركته كان جائزاً لي».
وكان معاوية على أن يولي على العراق ـ
موطن الولاء لآل البيت ـ أشخاصاً من أعداء آل البيت عليهمالسلام
؛ ليضمن تنفيذ سياسة الإرهاب والإذلال
__________________