كانت مبررات الثورة على الحكم الاُموي متوفّرة في عهد معاوية ، وقد كان الإمام الحسين عليهالسلام يعرفها ، وقد عبّر عنها في عدّة كُتب وجّهها إلى معاوية جواباً عن كُتبه إليه ، وهي كثيرة ، نقتبس منها قوله في كتاب :
«وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة الدُّجى ، وبهرت الشمس أنوار السراج. ولقد فضّلت حتّى أفرطت ، واستأثرت حتّى أجحفت ، ومنعت حتّى بخلت ، وجُرت حتّى جاوزت ، وما بذلت لذي حقّ من اسم حقّه بنصيب حتّى أخذ الشيطان حظّه الأوفر ، ونصيبه الأكمل ...» (١).
وقوله في كتاب آخر :
«أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك تذكر أنّه انتهت إليك عنّي اُمور أنت لي عنها راغب ، وأنا بغيرها عندك جدير ؛ فإنّ الحسنات لا يهدي إليها ولا يُسدد إليها إلاّ الله تعالى.
وأمّا ما ذكرت أنّه رقى إليك عنّي ، فإنّما رقاه إليك الملاّقون ، المشّاؤون بالنميم ، المفرّقون بين الجمع. وكَذَب الغاوون.
ما أرادت لك حرباً ، ولا عليك خلافاً ، وإنّي لأخشى
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ ـ ١٩٥ ـ ١٩٦.