ـ ٦ ـ
ه ـ ثورة ابن الأشعث
وفي سنة ٨١ للهجرة ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجّاج وخلع عبد الملك بن مروان.
وسبب هذه الثورة التي هزّت الحكم الاُموي على حدّ تعبير ولهاوزن (١) هو الفتوح الاستعمارية التي أدرك الشعب أنّها ليست في مصلحته.
فقد أرسل الحجّاج عبد الرحمن إلى سجستان على رأس جيش عراقي في الوقت الذي كان جيش الشام الذي قضى على حركة الخوارج لا يزال مرابطاً في العراق (٢) ، وقد أبدى عبد الرحمن مهارة عسكرية فائقة ؛ ففتح قسماً من البلاد (٣) ، فكتب إلى الحجّاج يُعرّفه ذلك ، وأنّ رأيه أن يتركوا التوغّل في بلاد رتبيل حتّى يعرفوا طريقها ويجبوا خراجها. فكتب إليه الحجّاج يوبّخه على ذلك ، ويتّهمه بالعجز ، ويأمره بالتوغّل ، وكتب إليه بذلك ثانياً وثالثاً.
وعرض عبد الرحمن على جنوده أمر الحجّاج بعد أن بيّن لهم رأيه الذي استقر عليه بعد أن استشار قوّاده واُمراء جنده ، ثمّ قال :
وإنّما أنا رجل منكم ؛ أمضي إذا مضيتم ، وآبى إذا
__________________
(١) الدولة العربيّة ، ١٩٠.
(٢) المصدر السابق ، ٢٠٢.
(٣) المصدر السابق ، ١٩٠.