ثلاثة ايام لم يذق قطرة من الماء فهل تأخذه يا أبا عبد الله لهؤلاء القوم كي يسقونه شربة من الماء فان امّه قد جف لبنها. فلمّا رآه ابي الضيم على تلك الحالة بكى وتزفّر وقام به واضعاله على يديه اقبل به الى القوم منادياً : يا قوم انكم قتلتم اهل بيتي وانصاري ولم يبقى سوى هذا الطفل وانتم ترونه قد دلع لسانه مما ناله من العطش وهو طفل لا يعلم ما الغاية ولم يأتي بجنايه فهبنا مذنبين فما ذنب هذا الطفل فانه ان عاش لا يضرّكم وان مات طولبتم بدمه فما ضرّكم لو سقيتموه شربة من الماء. فلمّا نظر القوم ذلك افترقوا ثلاث فرق ، فرقه تقول اسقوه فانه طفل صغير ولا ذنب له وفرقة لا زمة البكاء وفرقة تنادي لا تبقوا في هذا البيت صغيرا ولا كبيرا فالتفت اللعين ابن سعد لحرمله بن كاهل قائلا يا حرملة اقطع نزاع القوم واسقي الطفل ، فقال له : بماذا ، فقال له اما ترى بياض نحر الطفل يلوح كأنّه ابريق فضة اقتله على صدر ابيه فابتعد حرملة لجهة عن القوم فاحسّ القوم بانه ابتعد ليأتي بماء للطفل واذا هو قد سدد سهما في كبد قوسه آجركُم الله يا شيعة الحسين فبينما الحسين واقف واذا بذلك السهم قد شكّ نحر الطفل وكتف الحسين فاختلط دمه بدم ابيه وذبحه من الوريد الى الوريد ووضع الحسين يده تحت مجرى الدم وجعل يملأ كفّه