وقول الشاعر :
وألفى قولها كذباً ومَيْناً
وهذه الجملة
إنشائية معنىً ؛ لأنّ الدعاء كلّه من قبيل الإنشاء ، ووقوعه بصيغة المضي ؛ للتفاؤل
بحصول المسئول والحرص على وقوعه ، كما قرّر في المعاني ، ولمناسبة المقام ، فلا
إشكال في عطفها على ما قبلها من هذا الوجه.
نعم ، تخالف
جملة الحمد الاولى في كونها فعليّةً. وفي عطفها على الاسميّة كلام ، والحقّ جوازه
وإن كان مرجوحاً ، ولو جُعلت الواو للاستئناف صحّ أيضاً إلا أنّه لا ضرورة إليه.
(على سيّدنا محمّد) عطف بيان على «سيّدنا» أو بدل منه على ما اختاره ابن
مالك من أنّ نعت المعرفة إذا تقدّم عليها أُعرب بحسب العوامل ، وأُعيدت المعرفة
بدلاً ، وصار المتبوع تابعاً ، كقوله تعالى (إِلى صِراطِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ) على قراءة الجرّ.
و «محمد» عَلَم
منقول من اسم المفعول المضعّف للمبالغة ، سُمّي بِه نبيّنا عليه الصلاة والسلام ؛
إلهاماً من الله تعالى ؛ وتفؤلاً بأنّه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة.
وقال الجوهري :
المحمّد : الذي كثرت خصاله المحمودة .
وقد ورد أنّه
قيل لجدّه عبد المطلب وقد سمّاه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها : لِمَ سمّيْتَ
ابنك محمداً وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال : رجوت أن يُحْمد في السماء والأرض
. وقد حقّق الله رجاءه.
(النبيء) بالهمز من النبإ ، وهو الخبر ؛ لأنّ النبيّ مُخبر عن
الله تعالى ، ويجوز ترك الهمز وهو الأكثر إمّا تخفيفاً من المهموز بقلب همزته ياءً
، وإمّا لأنّ أصله من النّبوة بفتح النون وسكون الباء ، أي : الرفعة ؛ لأنّ النبيّ
مرفوع الرتبة على غيره من الخلق.
__________________