وكان لمنهجه أثره الواضح في تشكيل منهج الإمامية الكلامي والتفسيري ، ويظهر أثر ذلك بوضوح من كثرة تلامذته الذين عدوا بأربعة آلاف(١). وقد نسب إليه تفسير للقرآن(٢) وجمع تلميذه (المفضل) مجالسه وأماليه التي ضمنها آراء كلامية مهمة تناولت شتى مفاهيم العقيدة. كما رويت عنه أحاديث كثيرة في جميع العلوم الإسلامية.
وصارت للإمام الصادق عليهالسلام بسعة علمه وكثرة الآخذ عنه مدرسة ، بل جامعة إسلامية كبرى انتشرت آثارها في أرجاء العالم الإسلامي ، وشكّل اتباعها الكثير من الملامح الفكرية الإسلامية تفسيراً وفقها وكلاما.
وهواء الأَئمّة الثلاثة علي بن الحسين ، ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق عليهمالسلام كان لهم ـ بعد من تقدّمهم من أهل البيت عليهمالسلام ـ ارتباطٌ وثيق وعجيب بالقرآن الكريم ، فكانوا مصداقاً واقعياً وتجسيداً حياً لقول المصطفى صلىاللهعليهوآله المتواتر : ( .. وإنّهما ـ أي : الكتاب والعترة ـ لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض). من هنا تصدّوا عليهمالسلام لتفسيره ، وكشف معانيه ، وشكلوا قوام مدرسة الكوفة في تفسير القرآن.
كما أنّ تلامذة كل من الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام يمثّلون الاتجاه النصي في مدرسة الكوفة في التفسير التي كان لها أثر واضح في ظهور
__________________
(١) ظ : المفيد / الارشاد : ٢٤٩.
(٢) ظ : بروكلمان / تاريخ الأدب العربي ٤ : ٩ ـ ١١.
(٣) ظ : محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق عليهالسلام خصوصاً الجزء الرابع منها.