المتضادّة الصادرة من (أهل العلم والنظر خاصّة).
نعم ، ما ذكره صحيح في الجملة ، ولكن لا يمكن الأخذ به على إطلاقه ، وإلاّ لما بقيت هناك ثَمَّة ميزة للمرجعية العلمية التي أشار لها القرآن الكريم بلفظ (الراسخون في العلم) ، وحدّدتها السنّة المطهّرة وقيّدتها بالقرآن الناطق أمير المؤمنين الإمام عليّ عليهالسلام وولده عليهمالسلام من بعده ، كما يدلّ عليه حديث الثقلين المتواتر بلفظ (كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي). لذلك فما يستفاد من قيامهم عليهالسلام بتفسير القرآن بالقرآن وتأصيلهم هذا الضابط المهم أنّ (المتعين في التفسير الاستمداد بالقرآن على فهمه وتفسير الآية بالآية وذلك بالتدرب بالآثار المنقولة عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام وتهيئة ذوق مكتسب منها ثم الورود واللّه الهادي) (١) وستكون للبحث وقفة مع بعض مروياتهم عليهالسلام في تفسير القرآن بالقرآن في مطلب قادم.
رابعاً ـ الموقف من المحكم والمتشابه :
نلاحظ في متابعتنا النص الوارد عن الأَئمة عليهمالسلام لقضية المتشابه أنّه يستشرف النص القرآني ويستضيء بخطوطه العريضة. ولا سيما ذلك النص الذي أَسَّس للموقف من المتشابه في القرآن آلية الحل والمرجعية التي ينطلق منها إلى كشف التشابه وإزالته ممثّلاً في سورة آل عمران من قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ
__________________
(١) الطباطبائي / الميزان ٨٧:٣.