الواسطة بينه وبين النبيّ صلىاللهعليهوآله تصديقاً لقوله وإذعاناً من سامعيه بأنّه عليهالسلام لا يقول إلاّ حقّاً وصدقاً عن آبائه الأطهار عليهمالسلام ، عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وقد صرّح بهذا سالم بن أبي حفصة حين دخل على الإمام الصادق عليهالسلام بعد وفاة أبيه الإمام الباقر عليهالسلام ، فقال : (إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، ذهب واللّه من كان يقول : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، فلا يُسأل عمّا بينه وبين رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، لا واللّه لا يُرى مثله أبداً ..)(١).
ويعد تولي الإمام جعفر الصادق عليهالسلام (ت / ١٤٨ هـ) الإمامة بعد أبيه الإمام الباقر عليهالسلام مرحلة تاريخية فاصلة وحاسمة طبعت المذهب بطابعها في جميع المجالات الفكرية ، وكان لطبيعة عصره كونه مرحلة انتقال السلطة من الاُمويين إلى العباسيين أن فسح أمامه المجال واسعا لترسيخ أُسس الفكر الإمامي ، وأن يتوسع في جهده العلمي وعطائه الفكري ، فتوزعت اهتماماته على شتى العلوم الدينية وتناولت العلوم الاُخرى كالكيمياء والفلك والرياضيات.
وقد استقل عليهالسلام بالإمامة مدة أربعة وثلاثين سنة (١١٤ ـ ١٤٨ هـ) كانت لها أهمية كبيرة في وضوح أثره البارز في فكر الإمامية ، وتبين ذلك بوضوح تام في منهجه الفكري القائم على أساس المحافظة على العقيدة الإسلامية في وجه تيارات الإلحاد والزندقة التي سادت عصره ، وموقفه من الحِجاج والمناظرة مع أتباع الفرق الإسلامية الاُخرى(٢).
__________________
(١) الشيخ المفيد / الأمالي : ٣٥٤ / ٧ مجلس ٤٢ ، والشيخ الطوسي / الأمالي : ١٢٥ / ١٩٥ (١) مجلس (٥).
(٢) نظرية الإمامة : ٣٦٢ ، عبد اللّه فياض / تاريخ الإمامية : ١٥٠.