قال الإمام عليهالسلام : (إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبت بها)(١).
أي كذب بها بالمعنى الذي يفهمه منها القائلون بالروة البصرية ، وإلاّ فالروايات في حصول الروة (القلبية) كثيرة الورود عن الرسول صلىاللهعليهوآله والأَئمة عليهالسلام. الأمر الذي أيّده القرآن الكريم بكلّ قوّة ، حيث نفى الرؤية البصرية بقوله تعالى : (لاَتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(٢) ، وأثبت الرؤية القلبية بقوله تعالى : (مَاكَذَبَ الْفُوادُ مَا رَأَى)(٣).
ثالثاً ـ مرجعية النص لنفسه :
إنّ معيارية النص القرآني لغيره تمثل أهلية ذاتية لتمثيل نفسه بنفسه وهذا ما يمثل ضابطا يشكل أساس منهج تفسيري أصيل هو البدء في الكشف عن النص بما كشفه عن نفسه من تفسير القرآن بالقرآن الذي يقوم على استيضاح معنى الآية من نظيراتها وأهلية ذلك مستمدة من التدبر المندوب إليه في الكتاب نفسه ، قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(٤) حيث يتم تشخيص المصاديق وتعرفها بالخواص التي تعطيها الآيات وذلك لازم قوله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانا لِكُلِّ
__________________
(١) الصدوق / التوحيد : ١٠٩ ـ ١١١ / ٩ باب ما جاء في الرؤية.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٣.
(٣) سورة النجم : ٥٣ / ١١.
(٤) سورة محمّد : ٤٧ / ٢٤.