به عليهالسلام حتى لا يطلق إلاّ وينصرف الذهن إليه وحده ـ كما تعارف أهل اللغة فنجدهم في تعريفهم البَقْرُ : أنّه شقّ العلم والتوسع فيه واستنباط فروعه ، وأنّه لذلك سمي محمد ابن علي بالباقر(١) فقد أثرت عنه عليهالسلام علوم ومعارف في شتى المجالات الفكرية الإسلامية.
قال الشيخ المفيد : (روى أبو جعفر عليهالسلام أخبار المبتدأ ، وأخبار الأنبياء ، وكتب عنه الناس المغازي ، وأثروا عنه السنن ، واعتمدوا عليه في مناسك الحجّ التي رواها عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وكتبوا عنه تفسير القرآن ، وروت عنه الخاصّة والعامّة الأخبار ، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء ، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام)(٢).
حتى قيل (لم يظهر عن أحد من أولاد الحسن والحسين عليهماالسلام من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفتيا)(٣).
وكان عليهالسلام إذا ما قال : (قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله) لا يُسأل عن
__________________
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله .. وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم. فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر. وكان يقول واللّه ما أهجر ولكن سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يقول : ستدرك رجلاً مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول) اُنظر اُصول الكافي ١ : ٤٦٩ ، المفيد / الإرشاد : ٢٩٤. وروى قريباً منه اليعقوبي / تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٠.
(١) اُنظر : الأزهري / تهذيب اللغة ٩ : ١٣٦ ، وابن منظور / لسان العرب ٥ : ١٤٠ ، والفيروزآبادي / القاموس المحيط ١ : ٣٧٥.
(٢) المفيد / الإرشاد ٢ : ١٦٣.
(٣) المجلسي / بحار الأنوار ١١ : ٨٤.