ونلاحظ أن الخط الفكري لولده الإمام علي بن الحسين عليهالسلام (ت / ٩٥ هـ) قد طبع بطابع الدعاء(١) كمجال اعتمده الإمام لبثّ الدعوة الإسلامية ، فالصحيفة السجادية التي ضمّت ما ورد عنه عليهالسلام من أدعية ، حملت الكثير من المفاهيم القرآنية ، ومحّصت الأُصول العقائدية ، وأسست لمنهج فكري ينطلق من تحقيق الصلة مع اللّه تعالى كأساس لبناء عقيدة قويّة ، تضع الإنسان على آفاق بناء النظام الإسلامي الاجتماعي والتعبدي والعقائدي الذي أَسَّس القرآن الكريم والسنّة الشريفة ركائزه الأولى(٢) ، ثمّ انطلق الخط الفكري عند الإمام الباقر محمد ابن علي بن الحسين عليهالسلام (ت / ١١٤ هـ) من دور التوجه إلى التوسع في بث العلوم والمعارف حتى لنلاحظ أن ممارسته لإمامته أكثر ما تبرز من (كثرة روايته الأحاديث عن الرسول صلىاللهعليهوآله وعن آبائه عليهمالسلام ، وبث العلوم والمعارف بكلّ وسيلة ، بحيث شكّل ذلك مصداقاً جليا للروايات المشهورة في تلقيب الرسول صلىاللهعليهوآله له بالباقر(٣) وهو وصف صار خاصا
__________________
المبتدعة ليسوا من أهل السنّة ، بل شرذمة مبتدعة مكفّرة لأهل السنّة ، مقتدية بذلك بضلالة ابن تيميّة ونصبه وبغضه لأمير المؤمنين عليّ وأهل بيته عليهمالسلام.
(١) ظ : نظرية الإمامة : ٣٥٠ ، محمد الخليلي / أمالي الإمام الصادق : ١٥٣. اُنظر : الصحيفة السجادية وقد طبعت عدة طبعات وتحوي ٥٤ دعاء في مختلف الاغراض.
(٢) من رواية طويلة أن جابر بن عبد اللّه الأنصاري )كان يقعد في مجلس