أمرهم.
وهكذا كادت أن تترسّخ نظرية التفويض الإلهي للحاكم بغض النظر عمّا إذا كانت مسيرته في طاعة اللّه أو سخطه وكأنّه قضاء حتميٌ على العباد! وهي تحولات دراماتيكية في مسيرة العقيدة الإسلامية ، كانت لها آثار مدمرة في الواقع العقائدي والسياسي فيما بعد.
وقد كانت حاجة الإسلام الملحّة في ظل تلك التطورات السياسية المتلاحقة إلى كلمة (لا) ، ولم يكن أحدٌ ليسبق سبط الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله إليها في ذلك الحين ، فكانت ثورته عليهالسلام تصحيحا للمسيرة ، وترسيخا لمفاهيم الدعوة الإسلامية الصحيحة ، وتأسيسا لاُصول الموقف المبدئي من قضية الإمامة (الخلافة) ومعايير النظر إليها ، ودفاعا عن الحق الديني وليس الشخصي في اختصاص الإمام عليهالسلام بالنص الإلهي بطريق النص من النبي صلىاللهعليهوآله ، ثم نص الأَئمة عليهمالسلام السابق منهم على اللاحق.
وكان لاستشهاده عليهالسلام في سبيل هذا المبدأ ثمار جليلة ، من أهمها أنّه مثل نقطة تحول في التفكير السني من حيث استنكار جمهور أهل السنّة موالاة خلفاء الجور وانتهوا إلى اعتبار الخلافة الدينية منتهية بتنازل الإمام الحسن عليهالسلام(١).
__________________
(١) نظرية الإمامة : ٣٤٨ ، وأمّا ترضي فرقة الوهابية على يزيد الفاسق الملعون لعنة اللّه عليه ، وعدّهم له خليفة مفترىً عليه! فلا يضرّ أهل السنّة أصلاً ، لأنّ الوهابية