أنفسهم(١).
وانطلاقا من هذا الأصل بالذات ، وهو من أهم ركائز المنهج العقائدي عند الإمامية كانت ثورته عليهالسلام ضد الحكم الاُموي قضية ومبدأ دينياً (يتصل بالدعوة والعقيدة أكثر مما يتصل بالسياسة والحرب. ذلك أن معاوية لم يكن يدعم ملكه بالقوة فحسب ، بل بأيدلوجية تمس العقيدة في الصميم)(٢) فقد حاول الحكم الاُموي أن يرسخ نظرية في القضاء والقدر تتقاطع مع ركائز العقيدة الإسلامية ، وتناقض القرآن ، وتنسب انحرافات الحكام إلى قضاء إلهي وتمثيل بشري لإرادة السماء ، وهي قضية تمثلت في سيادة عقيدة الجبر ، وأن الخليفة ظل اللّه في الأرض ، والمنفذ لإرادته ، وهو ما عبر عنه بالتفويض الإلهي الذي بنت عليه الدولة الاُموية سياستها ، مستهينةً بكتاب اللّه عزّوجلّ ، وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآله حتّى تحوّل المبدأ الإسلامي في الحاكمية السياسية إلى قيصرية وراثية لا تحدها الضوابط الدينية الروحية التي تمثل أهم ركائز الأهلية للحاكم في المنظور الإسلامي.
من هنا حاول معاوية الباغي الطليق التملّص من جنايته على الإسلام والمسلمين باختياره ولده الفاسق الملعون للسلطة من بعده تحت ذريعة القضاء والقدر من اللّه تعالى! وأنّه ـ بزعمه ـ ليس للعباد خيرة في
__________________
(١) احمد محمود صبحي : نظرية الامامة ٣٢٢.
(٢) المصدر نفسه.