أحقيتهم عليهمالسلام بها(١) ، مع تعرية سائر مدعيّات السلطة ومزاعمها في شرعيّة تصدّيها لخلافة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وتفنيدها.
وقد حفلت المجاميع الحديثة وكتب العقيدة عند الإمامية بالكثير من هذه النصوص الواردة عنه عليهالسلام ، والتي شكّلت رصيدا تمثله متكلمو الإمامية فيما بعد مع ما ورد عن باقي الأئمّة عليهمالسلام ، وأسسوا في ضوئه ركائز المنظومة الدفاعية المتكاملة لعقائد الإسلام من وجهة نظر حماته (أهل البيت عليهمالسلام).
واستكمالاً لهذا الدور ، نجد أن الإمام الحسين السبط الشهيد عليهالسلام (سنة / ٦١ هـ) قد بيَّن أُسس الإمامة ، ودافع عن مفاهيمها ، وضوابطها ، ورتبتها في المنظومة الإسلامية ، وموقعها الرفيع بكونها أصلاً من أصول الدين ، ولم تكن مجرّد منصب سياسي ، ولا الموقف تجاهها سياسياً ، وإنّما كانت عنده مسولية للإمام تجاه اللّه يتولاها بالنص ، ولذلك فهو حين لم يبايع يزيد الفاسق الملعون ، فلأنه يرى أنه في ظل دولة يقوم نظامها السياسي على أُسس دينية فلا تعد البيعة أو انتخاب الحاكم مجرد عمل سياسي ، وأن بيعة رجل معلن للفسق والفجور ، إنّما هي انحراف عن أصل من أصول الدين ، الأمر الذي صرّح به بعض كتّاب العامّة
__________________
(١) اُنظر للتفصيل الاحتجاج ١ : ٣٩٥ ـ ٤٢٠ ، ٢ : ١٣ ـ ٣ ، الصدوق / التوحيد : ٤٥ ، ١٨٤ ، ٢٣٠ ، ٣٠٧ ، ٣٧٨ ـ ٣٨٣ وكذلك الكليني / الكافي الأصول ، المرتضى / الشافي العلاّمة الحلّيّ / الألفين في مواضع كثيرة منها.