لكل من الأَئمة دوره الواضح فيها وإن تفاوتت ملامحها التطبيقية الواقعية لكلّ إمام منهم بتأثير الظروف السائدة في عصره ، وطبيعة حاجات ذلك العصر والمورات السياسية والفكرية فيه ، مما كان له أثر واضح في بروز الدور العلمي لبعض الأَئمة أكثر من الباقين ، ومن خلال إلقاء نظرة سريعة على الساحة الفكرية التي غطتها مدّة حياتهم لاستقراء طبيعة جهد كل منهم نلتقط بعض الشذرات من ملامح دورهم.
وأول ما يتجلّى ذلك في خصوصية الدور الكبير الذي أدّاه الإمام الحسن السبط الزكي عليهالسلام (ت / ٥٠ هجرية) حيث سار على نهج أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في حمل راية الإمامة بكلّ ما احتملته من مهام جليلة ، كان أهمها الحفاظ على مسيرة الإسلام العظيم ، وتثبيت ركائز العقيدة في فترة حالكة شهدت أحداثا جليلةً استدعت منه تلك الوقفة التي حفظت بيضة الإسلام.
فقد كانت له عليهالسلام مواقف في الدفاع عن العقيدة تركت أثرا كبيرا في صياغة المنظور الإسلامي عموما والإمامي على وجه الخصوص ، والذي يقوم على استجلاء المعاني الواقعية للنص القراني والنبوي باستنطاقهما ، ليبوحا بما حملاه من أبعاد ذلك المنظور المتكامل المعصوم.
وأكثر ما نجد مصاديق ذلك فيما ورد عنه عليهالسلام من المناظرات والمحاججات التي تناولت ـ بمساحة كبيرة ـ أغلب مباحث العقيدة وجوانبها ، وخصّت أصل الإمامة وإثباتها والنص عليها ، وبيان