فإذا دخلت في أول ليلة منه فأنت قد فصلت بين شهر رجب وفارقت ذلك الحمى وخرجت عنه ، وتريد ان تلقى شهر رمضان وأنت مستعدّ له بطهارة الجوارح في السر والإعلان ، وكن كما يليق بهذه الحال من الاستعداد بصلاح الأعمال وصواب المقال وصيانة نفسك عن أهوال الأعمال.
فصل (٢)
فيما نذكره من تعظيم رسول الله صلىاللهعليهوآله لشهر شعبان عند رؤية هلاله
روينا ذلك بإسنادنا إلى صفوان بن مهران الجمال قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : حثّ من في ناحيتك على صوم شعبان ، فقلت : جعلت فداك ترى فيها شيئاً؟ فقال : نعم ان رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا رأى هلال شعبان أمر منادياً ينادي في المدينة : يا أهل يثرب انّي رسول الله إليكم ، الاّ انّ شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري.
ثم قال : انّ أمير المؤمنين عليهالسلام كان يقول : ما فاتني صوم شعبان منذ (١) سمعت منادي رسول الله صلىاللهعليهوآله ينادي في شعبان ، فلن يفوتني أيّام حياتي صوم شعبان ان شاء الله ، ثم كان عليهالسلام يقول : صوم شهرين متتابعين توبة من الله (٢).
أقول : وقد قدمنا في الجزء الخامس في عمل كل شهر ما يختصّ بأوّل ليلة منه ، وذكرنا في كتاب عمل كل شهر ما يدعا به عند رؤية هلال جميع الشهور فيعتمد على تلك الأمور (٣) ، فان لم يحضره فيقول ان شاء الله :
اللهُمَّ إِنَّ هذا هِلالُ شَعْبانَ (٤) وَقَدْ وَرَدَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما فِيهِ مِنَ الإِحْسانِ ، فَاجْعَلْهُ اللهُمَّ هِلالَ بَرَكاتٍ وَسَعاداتٍ كامِلَةِ الأَمانِ وَالْغُفْرانِ وَالرِّضْوانِ
__________________
(١) مذ ( خ ل ).
(٢) مصباح المتهجد : ٨٢٥ ، عنه البحار ٩٧ : ٧٩.
(٣) شهر شعبان ( خ ل ).
(٤) الدروع الواقية : ٢٩.