فسأل ربه عزّ وجلّ وتعالى فقال : ربّ نبّئني بأسماء هذه الصور المقرونة بصورة محمد ووصيّه وذلك لمّا رأى من رفيع درجاتهم والتحاقهم بشكلي محمد ووصيّه عليهمالسلام ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : هذه أمتي والبقيّة من بنيّي فاطمة الصّديقة الزهراء وجعلتها مع خليلها عصبة لذريّة نبيّي ، هؤلاء وهذان الحسنان وهذا فلان وهذا فلان وهذا كلمتي التي انشر به رحمتي في بلادي وبه انتاش ديني وعبادي ذلك بعد إياس منهم وقنوط منهم من غياثي ، فإذا ذكرت محمّدا نبيّي لصلواتك فصل عليهم معه يا إبراهيم (١).
قال : فعندها صلّى عليهم إبراهيم عليهالسلام فقال : ربّ صلّ على محمد وآل محمد كما اجتبيتهم وأخلصتهم إخلاصا ، فأوحى الله عزّ وجلّ لتهنّك كرامتي وفضلي عليك فإنّي صائر بسلالة محمّد صلىاللهعليهوآله ومن اصطفيت معه منهم إلى قناة (٢) صلبك ومخرجهم منك ثم من بكرك (٣) إسماعيل عليهالسلام ، فأبشر يا إبراهيم فانّي واصل صلواتك بصلواتهم ومتبع ذلك بركاتي وترحّمي عليك وعليهم وجاعل حناني (٤) وحجّتي إلى الأمد المعدود واليوم الموعود الذي إرث فيه سمائي وارضي وابعث له خلقي لفصل قضائي وإفاضة رحمتي وعدلي.
قال : فلما سمع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ما افضى إليه القوم من تلاوة ما تضمّنت الجامعة والصحف الدارسة من نعت رسول الله صلىاللهعليهوآله وصفة أهل بيته المذكورين معه بما هم به منه وبما شاهدوا من مكانتهم عنده ازداد القوم بذلك يقينا وايمانا واستطيروا (٥) له فرحا.
قال : ثم صار القوم إلى ما نزل على موسى صلىاللهعليهوآله فالفوا في السفر الثاني من التوراة انّي باعث في الأميّين من ولد إسماعيل رسولا انزل عليه كتابي وابعثه
__________________
(١) معهم ( خ ل ).
(٢) قناة : الظهر التي تنتظم الفقار.
(٣) البكر : أول كلّ شيء وأول ولد الأبوين.
(٤) الحنان : الرحمة والبركة.
(٥) استطير : طيّر.