أوّلاً : لأنّ غيرهم إلّا النزر القليل الّذين لا يعتدّ بهم متّفقون مع الشيعة على صيانة الكتاب من التحريف.
وثانياً : لأنّ رميهم بهذا القول يحطّ من اعتبار القرآن وأصالته ، والشيعة لا تسلك طريقاً ينتهي إلى ذلك.
والّذين يتّهمون الشيعة بهذا القول لجأوا إلى ذلك حيث رأوا أنّه لا حجّة لهم في المسائل الخلافّية على الشيعة ، فرموهم بافتراءات هم أبعد عنها من المشرق عن المغرب ، ومن جملتها :
نسبة القول بتحريف الكتاب والاعتقاد والعياذ بالله بألوهيّة الأئمّة عليهمالسلام.
أو أنّ أمين الوحي جبرائيل خان؛ لأنّه كان مأموراً بالنزول على الإمام. ونزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله والعياذ بالله ، وفسّروا به ما قيل في أبي عبيدة الجرّاح الملقّب بالأمين : خان الأمين وصدّها عن حيدر!
فسّروا ذلك أنّه في جبرئيل عليهالسلام إلى غير ذلك من الافتراءات الّتي سوف يحاكمهم الشيعة عليها عند الله تعالى يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
وأعجب من ذلك أنّهم في الموسم الّذي يأتي الناس فيه من كلّ فجّ عميق لحجّ بيت الله الحرام العتيق ، والحضور في أعظم مشاهد عظمة الله تعالى ، وأكرم المواقف القدسيّة العباديّة التي يظهر فيها جلال وحدة