ولكن الأمر الّذي انتقد عليه هو إحراقه لبقيّة المصاحف ، وأمر أهالي الأمصار بإحراق ما عندهم من المصاحف ، وقد اعترض على عثمان في ذلك جماعة من المسلمين ، حتىّ سموّه بحرّاق المصاحف. (١)
الأخبار الكثيرة الّتي رواها المخالفون (زيادة على ما مرّ في المواضع السابقة) الدالّة صريحاً على وقوع التغيير والنقصان في المصحف الموجود ، ولكثرتها ووثاقة بعض ناقليها ووجود الدواعي على ترك روايتها لرجوعها بالأخرة إلى الطعن على الخلفاء تطمئنّ النفس بصدق مضمونها ، مضافاً إلى عدم وجود الدواعي القريبة لهم لوضعها ، وعدم وجود معارض لها في أخبارنا ، بل فيها من المؤيّدات ما يجعلها قريباً من المتواترات. (٢)
والجواب عن ذلك :
أوّلاً : إنّ أكثر هذه الأحاديث ضعيفة من حيث الأسناد.
ثانياً : قد عالجها أئمّة نقد الحديث بأنّها كانت من زيادات تفسيريّة وشروح وما إلى ذلك ، لا من لفظ النّص. (٣)
ثالثاً : وجب طرح هذه الروايات ؛ لأنّها مخالفة للكتاب والسنّة.
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن ، ص ٢٥٨.
(٢) فصل الخطاب ، ص ١٧١.
(٣) صيانة القرآن من التحريف ، ص ٢٦١.