تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) (١) لحقتهم منها شدة حتى نسختها ما بعدها وفي هذا معنى لطيف .. وهو أن يكون معنى نسختها نسخت الشدة التي لحقتهم أزالتها كما يقال نسخت الشمس الظل أي أزالته ومن أحسن ما قيل في الآية وأشبه بالظاهر قول ابن عباس إنها عامة يدلك على ذلك ما حدثناه .. أحمد بن علي بن سهل قال حدثنا زهير وهو ابن حرب قال أنبأنا إسماعيل وهو ابن علية عن هشام وهو الدستوائي عن قتادة عن صفوان بن محرز قال .. قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في النجوى؟. قال سمعته يقول له : « يدنى المؤمن من ربه عز وجل ويضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه .. فيقول هل تعرف فيقول رب أعرف قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته وأما الكافر والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله » .. ففي هذا الحديث معنى حقيقة الآية وأنه لا نسخ فيها وإسناده لا يدخل القلب منه لبس وهو من أحاديث أهل السنة والجماعة.
__________________
(١) سورة : البقرة ، الآية : ٢٨٤.