الحسن ( وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ) .. قال كان الرجل يعاقد الرجل على أنهما اذا مات أحدهما ورثه الآخر فنسختها آية المواريث وقال قتادة كان يقول ترثني وأرثك وتعقل عني وأعقل عنك فنسختها ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (١) .. وقال الضحاك كانوا يتحالفون فيتعاقدون على النصرة والوراثة فإذا مات أحدهم قبل صاحبه كان له مثل نصيب أبيه فنسخ ذلك بالمواريث ومثل هذا أيضا مروي عن ابن عباس مشروحا كما حدثنا .. بكر بن سهل قال حدثنا أبو صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال وقوله ( وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ) (١) .. كان الرجل يعاقد الرجل أيهما مات قبل صاحبه ورثه الآخر فأنزل الله ( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً ) (٢) .. قال هو أن يوصي له بوصية فهي جائزة من ثلث مال الميت فذلك المعروف .. وممن قال إنما محكمة مجاهد وسعيد بن جبير كما قرأ عليّ .. إبراهيم بن موسى الجوزي عن يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى ( وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ ) .. قال من العقل والمشورة والرفد .. وقال سعيد بن جبير فآتوهم نصيبهم من العون والنصرة .. [ قال أبو جعفر ] وهذا أولى مما قيل في الآية إنها محكمة لعلتين إحداهما أنه إنما يجعل النسخ على ما لا يصح المعنى إلا به وما كان منافيا فأما ما صح معناه وهو متلو فبعيد من الناسخ والمنسوخ والعلة الأخرى الحديث عن النبي صلىاللهعليهوسلم الصحيح الإسناد كما حدثنا .. أحمد بن شعيب قال أنبأنا عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا إسحاق الأزرق عن زكرياء بن أبي زائدة عن سعيد بن إبراهيم عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال .. « لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده الا شدة » فبين بهذا الحديث أن الحلف غير منسوخ وبين الحديث الأول وقول مجاهد وسعيد بن جبير أنه في النصر والنصيحة والعون والرفد ويكون ما في الحديث الأول من قول ابن عباس نسختها يعني ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ ) (٣) لان الناس كانوا يتوارثون في الجاهلية بالتبني وتوارثوا في الإسلام بالإخاء ثم نسخ هذا كله فرائض الله بالمواريث.
__________________
(١) سورة : الاحزاب ، الآية : ٦
(٢) سورة : النساء ، الآية : ٣٣
(٣) سورة : النساء ، الآية : ٣٣