أن ناقة لآل البراء أفسدت نبتا فقضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن على أهل الثمار حفظها بالنهار وضمن أصحاب الماشية ما أصابت ماشيتهم بالليل .. قال أبو عبد الرحمن وأخبرني عمرو بن عثمان قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة أن البراء بن عازب أخبره أنه كانت له ناقة ضرّابة فدخلت حائطا فأفسدت فيه فتكلم فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وعلى أهل المواشي حفظها بالليل وأن على أهل الماشية ما أصابت بالليل فهذا حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعد حكم تبيين ما قبله بالتضمين .. وقال أبو حنيفة لا ضمان والحديث صحيح عن النبي صلىاللهعليهوسلم وان كان مالك قد رواه عن الزهري عن حرام بن محيصة أن ناقة لآل البراء فصار مقطوعا فقد رواه من تقوم به الحجة متصلا لأن اسماعيل بن أمية وعبد الله بن عيسى نبيلان جليلا المقدار وقد تابعهما الأوزاعي فلا معنى لمعارضته الأيمة فيما رواه غيره .. وقد قال جل ثناؤه ( إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ ) وعلى ذلك القول لا حكم فيه وقد أجمع من تقوم به الحجة من العلماء على أن راكب الدابة يضمن ما أصابت بيديها فقد صحّ أن المعنى العجماء جبار اذا لم يكن على صاحبها حفظها واذا كان عليه فليست بجبار .. وقد حكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن على أهل الماشية حفظها بالليل فليس ما أفسدته بالليل إذا جبار والجبار الهدر الذي لا شيء فيه .. وقد حكم سليمان بن داود بما ذكرناه فمدحهما الله فقال تعالى ( وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) (١) كما قرئ .. علي أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال حدثني عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلّم في قول الله عز وجل ( وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً ) .. قال قال زيد بن أسلّم الحكم والحكمة العقل قال مالك وإنه ليقع بقلبي أن الحكمة هي الفقه في دين الله تعالى .. [ قال أبو جعفر ] والذي ذكرناه من تضمين أصحاب الماشية ما أصابت بالليل مع ما صحّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قول أكثر الفقهاء منهم مالك والشافعي.
__________________
(١) سورة : الأنبياء ، الآية : ٧٩