محمد الأزدي قال حدثنا فهد قال حدثنا معلى بن أسد قال حدثنا سلّم بن أبي مطيع قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخلت على عائشة فقالت لي يا ابن أختي هل تدري فيم أنزلت هذه الآية ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها ) قلت لا أدري قالت نزلت في الدعاء .. [ قال أبو جعفر ] وهذا من أحسن ما قيل في الآية لأن فيه هذا التوقيف عن عائشة والمعروف من كلام العرب أن الصلاة الدعاء ولا يقال للقراءة صلاة إلاّ على مجاز وأيضا فان العلماء مجمعون على كراهة رفع الصوت في الدعاء .. وقد قال الله تعالى ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ) (١) وإما أن تكون الآية منسوخة بقوله ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) (٢) فبعيد لأن هذا عقيب قوله ( وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) (٣) فانما أمر الله تعالى اذا أنصت أن يذكر ربه في نفسه تضرعا وخيفة من عقابه ولهذا كان هاهنا وخيفة وثم وخفية ومع هذا فقد روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم في كراهية رفع الصوت في الدعاء ما يقوي هذا .. وقد قال ابن جريج في قول الله تعالى ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (١) قال من الاعتداء رفع الصوت في الدعاء والنداء والصياح به حدثنا .. أحمد بن محمد الأزدي قال حدثنا محمد بن عمرو بن يونس قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن عاصم عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى قال كنت مع النبي صلىاللهعليهوسلم في السفر فنزلنا في وهدة من الأرض فرفع الناس أصواتهم بالتكبير فقال النبي صلىاللهعليهوسلم يا أيّها الناس أربعوا على أنفسكم انكم لا تدعون أصم ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا ثم دعاني وكنت قريبا منه فقال يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة قلت بلى يا رسول الله فقال قل لا حول ولا قوة الا بالله.
__________________
(١) سورة : الأعراف ، الآية : ٥٥
(٢) سورة : الأعراف ، الآية : ٢٠٥
(٣) سورة : الأعراف ، الآية : ٢٠٤