مقدّمة التحقيق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ولله الحمد وحده وبه نستعين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمّد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين.
وبعد ، بما أنّ الله عزوجل قد جعل من الإسلام دينا خاتما ، فقد جعل لهذا الدين أمناء يقومون عليه في كلّ عصر ، وكان لمدرسة البيت النبوي الشرف الاسمي والكأس الأوفى في رعاية هذا الدين ، والحفاظ عليه من إرجاف المرجفين. ولمّا كان عصر الغيبة الكبرى لمهدي آل محمّد عجّل الله فرجه الشريف من أصعب العصور التي تمرّ بها الأمّة وهي تعيش محنة غياب المعصوم ، وتعداد عوامل العدوان على الإسلام.
فلا بدّ لعلماء الإسلام ـ وبالأخصّ من مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ـ أن يكونوا بالمرصاد لدرء الفتن وردّ البدع وحماية الشرع المقدّس رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها في أغلب بقاع الأرض.
ولا بدّ للسالك في هذا الدرب أن ينظر بعين الاعتبار والتقدير إلى الثلّة الكريمة التي حفظت مبنى الدين والعقيدة ، وحفظت الشرع ، وأدامت عوامل الوعي واستمرار البحث والتنقيب في معالم الدين الحنيف والعقيدة المقدّسة ، لإطلاق معالم التشريع ، وخدمة دين المصطفى الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وفضيلة العلم التي حثّ عليها الكتاب الكريم والرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم باعتبارها الضوء الكاشف للأجيال في خطّ رواسم العلوم ونقشها في العقول والقلوب. فأهل العلم هم الطليعة الرائدة التي حملت لواء الإنسان السوي ، لصيانته من عوامل الانحراف والسير به نحو