لا مدخلية لها في
الدين ، فيتجاوزان عن ذلك الموضع إلى مسألة أخرى نافعة .
أشهر ما عرف به :
إن أشهر وأكثر شئ وأقدس ما عرف به
المقدس الأردبيلي هو ما اشتهر عنه من تشرفه بلقاء الإمام الثاني عشر الحجة ابن
الحسن المنتظر « عجل الله تعالى فرجه » وأول من ذكره بهذا في كتابه هو المولى
المجلسي « قدس سره » في موسوعته « بحار الأنوار » في باب من رآه قريبا من زماننا ،
قال :
منها : ما أخبرني به جماعة عن السيد
الفاضل مير علام قال : كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدسة بالغري « على
مشرفها السلام » وقد ذهب كثير من الليل. فبينا أنا أتجول هناك إذ رأيت شخصا مقبلا
نحو الروضة المقدسة ، فأقبلت إليه فلما قربت منه عرفت أنه استاذنا الفاضل العالم
التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي « قدس الله روحه » فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان
مغلقا فانفتح له عند وصوله إليه ، ودخل الروضة ، فسمعته يتكلم كأنما يناجي أحدا ، ثم
خرج وأغلق الباب.
فمشيت خلفه حتى خرج من الغري وتوجه نحو
مسجد الكوفة ، فمشيت خلفه بحيث لا يراني ، حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي
استشهد أمير المؤمنين عنده ، ومكث طويلا ، ثم رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغري
، وكنت خلفه.
فلما قرب من الحنانة أخذني سعال لم أقدر على دفعه ، فسعلت ،
فالتفت إلي فعرفني وقال : أنت مير علام؟ قلت : نعم ، قال : ما تصنع ههنا؟ قلت : كنت
معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن ، واقسم عليك بحق صاحب القبر أن تخبرني بما
جرى لك في هذه الليلة من البداية إلى النهاية. فقال : أخبرك ، على أن لا تخبر به
أحدا مادمت حيا : فلما توثق ذلك مني قال : كنت أفكر في بعض المسائل وقد
__________________