العبدي ، عن سليمان بن مهران ، عن عباية ، عن ابن عباس ، قال : سألته (١) عن قول الله عزوجل : « ألم يجدك يتيما فآوى (٢) » قال : إنما سمي يتيما لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين ولا من الآخرين فقال الله عزوجل ممتنا عليه بنعمته : « ألم يجدك يتيما » أي وحيدا (٣) لا نظير لك « فآوى » إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك (٤) « ووجدك ضالا » يقول : منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم لمعرفتك ، « ووجدك عائلا » يقول : فقيرا عند قومك يقولون : لا مال لك فأغناك الله بمال خديجة ، ثم زادك من فضله فجعل دعاك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله ذهبا ليقل عينه إلى مرادك وأتاك بالطعام حيث لا طعام ، وأتاك بالماء حيث لا ماء ، وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث فأظفرك بهم على أعدائك.
٥ ـ حدثنا حمزة بن محمد العلوي ـ رضياللهعنه ـ قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أخيه أحمد ، عن محمد بن عبد الله بن مروان ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن الله عزوجل أيتم نبيه صلىاللهعليهوآله لئلا يكون لأحد عليه طاعة.
٦ ـ أبي ـ رحمهالله ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي عبد الله بن خالد البرقي ، عن جعفر بن محمد الصوفي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهمالسلام فقلت : يا ابن رسول الله لم سمي النبي صلىاللهعليهوآله الأمي؟ فقال : ما يقول الناس
__________________
(١) في بعض النسخ [ سئل ].
(٢) الضحى : ٥.
(٣) فبعض النسخ [ أوحدا ].
(٤) لا شك أن كل ما سوى الله تعالى لمكان يحتاج في وجوده وجميع شؤونه إلى جوده ، ولا يستثنى من ذلك أحد حتى النبي صلى الله على وآله الذي هو أشرف الممكنات كلها وأكملها ولا عار عليه أن كان يتيما فقد أباه وأمه وجده قبل أن يمضى من عمره الشريف عشر سنين فآواه الله تعالى.
ومن شؤون الوجود التي يحتاج فيها كل ممكن إلى الحق الهداية والمعرفة ، فكل انسان في نفسه فاقد للهداية : مفتقر إلى هداية الحق تعالى ، ولا يستثنى منه النبي صلىاللهعليهوآله أيضا. فقوله : « ووجدك ضالا فهدى » أي ما كنت واجدا للهداية من قبل نفسك بل الله تعالى هو الذي هداك ولولا هدايته لكنت ضالا. وكذا قوله « و جدك عائلا فأغنى » فلا وجه لصرف الكلام عن ظاهره إلى ما تكلفه بعض الصحابة على ما نقل عنه. ( م ).