الظلم ، والذنوب التي تهتك العصم ـ وهي الستور ـ : شرب الخمر ، والتي تحبس الرزق : الزنا ، والتي تعجل الفناء : قطيعة الرحم ، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء : عقوق الوالدين.
٢ ـ حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن الفضيل ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا خالد الكابلي يقول : سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام يقول : الذنوب التي تغير النعم : البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير ، واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر. قال الله عزوجل : « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (١) ». والذنوب التي تورث الندم : قتل النفس التي حرم الله. قال الله تعالى : « ولا تقتلوا النفس التي حرم الله (٢) ». وقال عزوجل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله « فأصبح من النادمين (٣) ». وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ورد المظالم ، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان.
والذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم
__________________
لينصرنه الله ». « ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم » « فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى » وقد روى أن الحسن عليهالسلام طلب المبارزة في صفين فنهاه أمير المؤمنين عن ذلك وقال : انه بغى ولو بغى جبل على جبل لهد الله الباغي ولما كان الظلم مذكورا بعد ذلك فالمراد به التطاول والتكبر فإنهما موجبان لرفع النعمة وسلب العزة كما خسف الله بها قارون وقد مر أن التواضع سبب للرفعة والتكبر يوجب الذلة. أو المراد به البغي على الامام أو الفساد في الأرض. والذنوب التي تورث الندامة القتل فإنه يورث الندامة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى في قابيل حين قتل أخاه « فأصبح من النادمين » والتي تنزل النقم الظلم كما يشاهد من أحوال الظالمين وخراب ديارهم واستئصال أولادهم وأموالهم كما هو معلوم من أحوال فرعون وهامان وبنى أمية وبنى العباس وأضرابهم وقد قال الله تعالى : « وتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا » وهتك الستور بشرب الخمر ظاهر وحبس الرزق بالزنا مجرب فان الزناة وان كانوا أكثر الناس أموالا عما قليل يصيرون أسوء الناس حالا وقد يقرء هنا « الربا » بالراء المهملة والباء الموحدة وهي تحبس الرزق لقوله تعالى « يمحق الله الربا ويربي الصدقات » وإظلام الهواء اما كناية عن التحير في الأموال أو شدة البلية أو ظهور آثار غضب الله في الجو. اه.
(١) الرعد : ١٢.
(٢) المائدة : ٣٤.
(٣) الاسراء : ٣٢.