ذكروها. (١)
والنجاشي هو احمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله النّجاشي وكنيته أبو الحسين أو أبو العباس أو أبو الخير. والمعروف ب « ابن الكوفي » ولد في شهر صفر سنة ٣٧٢ ه ببغداد ( ظاهرا ). وتوفي في جمادى الأولى عام ٤٥٠ ه عن عمر ناهز (٧٨) سنة في « مطيرآباد » من ضواحي « سامراء » (٢) ولعلّ السبب لانتقاله في أخريات حياته إلى تلك الناحية هي المشاجرات والمشاكل والحروب بين السنة والشيعة ، وتحول السلطة من « آل بويه » الشيعية إلى « آل سلجوق » السّنيين ، نفس السّبب الباعث على هجرة الشيخ الطوسي من بغداد الى النجف الأشرف كما سيمرّ معنا.
وللنّجاشي غير كتاب الرّجال ، كتب أخرى مثل : كتاب الجمعة وما ورد فيها من الأعمال ، كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل ، أنساب بني نضر بن قعين وأيّامهم وأشعارهم ، كتاب مختصر الأنواء ومواضع النّجوم التي سمتها العرب (٣) ويحصل لدينا من ملاحظة أسماء الثلاثة الأخيرة اختصاص النّجاشي بعلم الأنساب. وأيّام العرب والكوفة وما إليها. والظاهر أنّ أسره النّجاشي كانت ولا تزال من زمن جدّهم عبد الله النجاشي من العائلات العلميّة المهتمين بعلم الحديث وحمله ودرايته ونقله وروايته. ومن جملتهم جدّه « أحمد بن العباس » الذي كان أحد مشايخ التلعكبري حيث سمع منه عام ٣٣٥ ه (٤) ، وأبوه « علي بن أحمد » أحد شيوخ النّجاشي نفسه (٥).
__________________
(١) وقد بحث في ذلك العلامة بحر العلوم في الفوائد الرجالية بالتفصيل ، وأخيرا قدم النّجاشي على الطوسي لوجوه ستة :
١ ـ أنّ الطوسي ألف كتابيه الفهرست والرّجال قبل النّجاشي.
٢ ـ تراكم أشغال الشيخ وتفنّنه في العلوم ، واما النّجاشي فكاد يكون مختصا بالرجال.
٣ ـ تقدم النّجاشي في علم التاريخ والسير والأنساب المرتبطة بالرّجال.
٤ ـ كون النّجاشي من أهل الكوفة وروايته كثيرا عن الكوفيين.
٥ ـ إدراكه الشيخ الجليل العارف بفنّ الرجال أحمد بن الحسين الغضائري.
٦ ـ تقدم عصر النّجاشي قليلا على الشيخ الطوسي وإدراكه كثيرا من الشيوخ المتضلّعين في علم الرجال مع عدم إدراك الشيخ إياهم مثل : أحمد بن علي بن نوح السيرافي ، وأحمد بن محمد بن الجندي ، وأبي الفرج محمد بن علي الكاتب وغيرهم. فلاحظ روضات الجنّات ص ١٨.
(٢) لاحظ رجال النّجاشي ص ٧٩ ، وروضات الجنّات ص ١٧ و ١٨ وخلاصة الأقوال للعلامة الحلّي ص ٢١.
(٣) رجال النّجاشي ص ٧٩.
(٤) شرح مشيخة التهذيب للسيد حسن خرسان ص ٢١.
(٥) روضات الجنّات ص ١٧ و ٣٨٣.