وَالْيَاءَ مِنْ حَكِيمٍ ، وَالْعَيْنَ مِنْ عَلِيمٍ وَالصَّادَ مِنْ صَادِقٍ.
وَنَقَلَ الزَّجَّاجُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَ ( الم ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ » و ( المر ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَرَى » و ( المص ) مَعْنَاهُ « أَنَا اللهُ أَعْلَمُ وَأَفْصِلُ ».
وأما ( ق ) فقيل مجازها مجاز سائر الحروف الهجائية في أوائل السور. وَيُقَالُ ( ق ) جَبَلٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ مُحِيطٌ بِالدُّنْيَا.
وَأَمَّا ( ن وَالْقَلَمِ ) فَقِيلَ : هُوَ نُونُ الْحُوتِ. وَقِيلَ هُوَ الْحُوتُ الَّتِي تَحْتَ الْأَرْضِ. وَقِيلَ النُّونُ الدَّوَاةُ. وقِيلَ هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لَهُ كُنْ مِدَاداً فَجَمَدَ ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ ، فَقَالَ لِلْقَلَمِ : اكْتُبْ فَكَتَبَ الْقَلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْبَاقِرِ عليهالسلام.
وأما ( يس ) فقيل : معناه « يا إنسان » وقيل « يا رجل » وقيل « يا محمد » وقيل كسائر الحروف الهجائية في أوائل السور. وأما ( المر ) فقيل : هو حرف من حروف الاسم الأعظم المتقطع في القرآن فإذا ألفه الرسول أو الإمام فدعى به أجيب.
قوله : ( وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) [ ٢ / ١٠ ] أي مؤلم موجع كالسميع بمعنى المستمع إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء يهون العذاب. قوله : ( يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ ) [ ٤ / ١٠٣ ] أي يجدون ألم الجراح ووجعها كما تجدون ذلك.
وآلَمَهُ : أوجعه.
والتَّأَلُّمُ : التوجع.
والإِيلَامُ : الإيجاع.
( أمم )
قوله تعالى : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِ الْكِتابِ ) [ ٤٣ / ٤ ] الآية يعني في أصل الكتاب ، يريد اللوح المحفوظ. وأُمُ الكتاب أيضا : فاتحة الكتاب ، وسميت أُمّاً لأنها أوله وأصله ولأن السورة تضاف إليها ولا تضاف هي إلى شيء ، وقيل سميت أُمّاً لأنها جامعة لأصل مقاصده ومحتوية على رءوس مطالبه ، والعرب يسمون ما يجمع أشياء متعددة : أُمّاً ، كما يسمون الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أُمَ الرأس ، ولأنها كالفذلكة لما