باب ما أوله الذال
( ذأم )
قوله تعالى فتقعد مَذْءُوماً (١) أي مذموما معيبا ، يقال ذَأَمَهُ وذمه : عابه بأبلغ الذم وحقره. قال الزمخشري وقرأ الزهري مَذُوماً بالتخفيف مثل مسول في مسئول.
والذَّأْمُ : العيب يهمز ولا يهمز. وأَذْأَمْتَنِي على كذا : أكرهتني عليه ، كذا عن الفراء.
( ذمم )
قوله تعالى : ( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً ) [ ٩ / ١١ ] الإل قد ذكر في محله (٢) والذِّمَّةُ : العهد. وقيل ما يجب أن يحفظ ويحمى.
وعن أبي عبيدة الذِّمَّةُ : التذمم ممن لا عهد له ، وهو أن يلزم الإنسان نفسه ذِمَاماً أي حقا يوجه عليه يجري مجرى المعاهدة من غير معاهدة.
وفي النهاية : الذِّمَّةُ والذِّمَامُ بمعنى العهد والأمان والضمان والحرمة والحق. قال : وَمِنْهُ « يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ. » أي إذا أعطى أحد الجيش العدو أمانا ، جاز ذلك على جميع المسلمين وليس لهم أن ينقضوا عهده.
وأهل الذِّمَّة سموا بذلك لأنهم دخلوا في ضمان المسلمين وعهدهم.
ومنه سمي المعاهد ذِمِّيّاً : نسبة إلى الذِّمَّة بمعنى العهد.
وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللهِ تَعَالَى » أي في
__________________
(١) الآية من سورة الإسراء ( فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً ) وأخرى ( فَتَقْعُدَ مَلُوماً ) [ ١٧ / ٢٢ ـ ٢٩ ] أما التي فيها ( مَذْؤُماً ) فهي من سورة الأعراف قوله تعالى : ( قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً ) [ ٧ / ١٨ ] والظاهر أنها من سهو القلم.
(٢) في ( ألل ).