ولذلك كان الإمام جعفر الصادق ، والإمام الرضا ، وغيرهم من الأئمة يردّدون دائماً نفس الكلام بخصوصها ويقولون :
« إنّنا لا نفتي الناس بآرائنا ، إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أصل علم نتوارثها كابر عن كابر ، نكتنزها كما يكتنز الناس ذهبهم وفضّتهم » (١).
وقال جعفر الصادق مرّة أُخرى :
« حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدّي ، وحديث جدّي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله ، وحديث رسول الله هو قول الله ( عزّ وجلّ ) » (٢).
وبكلّ هذا يُصبحُ حديث الثقلين المتواتر (٣) : « تركتُ فيكم الثقلين كتاب
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٣١٩ ، بحار الأنوار ٢ : ١٧٢ ح٣.
٢ ـ أصول الكافي ١ : ٥٣ ح١٤ ، بحار الأنوار ٢ : ١٧٩ عن منية المريد : ٣٧٣.
٣ ـ قال ابن حجر في الصواعق ٢ : ٤٤٠ « ثمّ اعلم أنّ لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً ... وفي بعض تلك الطرق أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة ، وفي أُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أُخرى أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنّه قال لما قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف ... ولا تنافي إذ لا مانع من أنّه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ».
وجاء في نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار ٢ : ٢٢٦ انّ حديث الثقلين روي عن (٣٤) صحابياً.
وبما أنّ حديث الثقلين له هذه الطرق المتعدّدة فيكون متواتراً ، لصدق ضابط