عجيب والله أمر هؤلاء الذين يقبلون مائة ألف حديث عن أبي هريرة الذي لم يصحب النبيّ إلاّ ثلاث سنوات ، وكان يجهل القراءة والكتابة ، ويزعمون بأنّ علياً باب مدينة العلم الذي تعلّم منه الصحابة شتى العلوم والمعارف ، كان يحمل صحيفة فيها أربعة أحاديث ، ظلّت تلازمه من حياة الرسول إلى أيام خلافته ، فيصعد بها على المنبر وهي معلّقة على سيفه؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذباً.
على أنّ في ما أخرجه البخاري كفاية للباحثين والعقلاء ، وذلك عندما ذكر بأنّ فيها العقل ، فهو دليل بأنّ في الصحيفة أشياء كثيرة تخص العقل البشري والفكر الإسلامي.
ونحن لا نريد إقامة الدليل على ما في الصحيفة ، فأهل مكّة أدرى بشعابها ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وقد قالوا بأنّ فيها كلّ ما يحتاجه الناس من حلال وحرام حتى أرش الخدش.
__________________
٢ ـ طبيعة الروايات التي نقلها ، فإنّها تضمنت الكثير من الخرافات والاسرائيليات المأخوذة من اليهود ككعب الأحبار وغيره.
٣ ـ اعتراض الكثير من الصحابة على ما يرويه ، ممّا أدى ببعضهم إلى التحقيق معه وإظهار كذبه في بعض الموارد ؛ لأنّه كان ينسب أشياء إلى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو لم يسمعها منه ، وعندما يحقق عليها ينسبها إلى ميت أو يرطن بالحبشية.
وكان أبو هريرة من وعّاظ السلاطين والمتمسحين بهم ، وهناك كلام كثير حول هذه الشخصية يمكن مراجعته في الأبحاث التالية :
١ ـ أبو هريرة ، السيدّ شرف الدين العاملي.
٢ ـ أكثر أبو هريرة للدكتور مصطفى بوهندي.
٣ ـ شيخ المضيرة أبو هريرة ، محمود أبو رية.