تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً ) (١).
ومن حدَّثك أنّه كتم فقد كذب ، ثمّ قرأت قوله تعالى : ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ) (٢) (٣).
كذلك كان أبو هريرة راوية أهل السنّة عندهم ، كان كثيراً ما يحدّث الحديث ثمّ يقول : فاقرأوا إن شئتم قوله تعالى ، فيعرض حديثه على كتاب الله حتى يصدّقه المستمعون.
فلماذا لا يسمّي « أهل السنّة والجماعة » كلّ هؤلاء من الخوارج والزنادقة ، فهم يعرضون الأحاديث التي يسمعونها على كتاب الله ، ويكذّبون ما خالف منها القرآن؟! إنّهم لا يجرأون علي ذلك.
أمّا إذا تعلّق الأمر بأئمة أهل البيت ، فإنّهم لا يتورّعون بأن يشتموهم بكلّ نقيصة ، ولا ذنب لهم سوى عرض الحديث على كتاب الله ، كي يفتضح أُولئك الوضَّاعون والمدلّسون الذين يسعون لتعطيل أحكام الله وإبطالها بأحاديث مكذوبة.
لأنّهم يدركون تماماً أنّه لو عرضت أحاديثهم على كتاب الله ، فسوف لن يوافق كتاب الله على تسعة أعشار منها ، والعشر العاشر الذي يؤيّده كتاب الله لأنّه من أقوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يؤولون بعضه على غير ما أراده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
١ ـ لقمان : ٣٤.
٢ ـ المائدة : ٦٧.
٣ ـ صحيح البخاري ٦ : ٥٠ ( كتاب التفسير ، تفسير سورة النجم ) ، صحيح مسلم ١ : ١١٠ ( كتاب التفسير ، باب معنى قوله اللّه عزّ وجل ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ) ) ، مسند أحمد ٦ : ٤٩.