كما أنكرت حديث عبد الله بن عمر الذي روى بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قام على القليب وفيه قتلى بدر من المشركين ، فقال لهم ما قال ، ثمّ التفت إلى أصحابه فقال : « إنّهم ليسمعون ما أقول ».
فكذَّبت عائشة أن يكون الأموات يسمعون وقالت : إنّما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حقّ » ، ثمّ استشهدت على كذب الحديث بعرضه على القرآن ، فقرأت قوله سبحانه : ( إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ) (١) ، ( وَمَا أَنتَ بِمُسْمِع مَنْ فِي الْقُبُورِ ) (٢) (٣).
وأنكرت أحاديث كثيرة كانت في كلّ مرّة تعرضها على كتاب الله ، فقالت لمن حدَّث بأنّ محمّداً رأى ربّه : لقد قفَّ شعري ممّا قلت ، أين أنت من ثلاث من حدّثكهنّ بها فقد كذب : من حدّثك أنّ محمّداً رأى ربّه فقد كذب ، ثمّ قرأت قوله تعالى : ( لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (٤) ، وقرأت : ( وَمَا كَانَ لِبَشَر أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَاب ) (٥).
ومن حدّثك أنّه يعلم ما في غد فقد كذب ، ثمّ قرأت قول الله : ( وَمَا
__________________
بكاء أهله عليه ) ، وكذلك صحيح مسلم ٣ : ٤٣ ، ( كتاب الجنائز ، باب الميّت يعذّب ببكاء أهله عليه ).
١ ـ النمل : ٨٠.
٢ ـ فاطر : ٢٢.
٣ ـ صحيح البخاري ٥ : ٩ باب دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على كفّار قريش ، وكذلك صحيح مسلم ٣ : ٤٤ باب الميت يعذب ببكاء أهله.
٤ ـ الأنعام : ١٠٣.
٥ ـ الشورى : ٥١.