ومذاهب ، انقرض أكثرها
، ولم يبق في عصرنا الحاضر إلّا ثلاث :
الأولى : الإماميّة الاثنا عشرية ، وهم
الذين يقولون بإمامة علي بن أبي طالب وأولاده الأحد عشر عليهمالسلام
، وقد يسمّون بـ « الجعفرية » نسبة إلى الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
( ت ١٤٨ هـ ) ، وهم أكثر الشيعة انتشاراً في العالم.
الثانية : الزيديّة ، وهم أتباع زيد بن
علي بن الحسين عليهماالسلام
، استشهد سنة ١٢٢ هـ أيام حُكم هشام بن عبد الملك الأموي ، وهم قلّة يعيشون في اليمن.
الثالثة : الإسماعيليّة ، نسبة إلى
إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام
( ت ١٣٣ هـ ) ، وهم أيضاً قلّة يعيشون في الهند.
أمّا السنّة فقد انقسموا أيضاً إلى فرق
ومذاهب كثيرة متشعّبة ، وشاءت سياسة الحكّام حصر هذه المذاهب بأربعة فقط دون غيرها ، وهي :
الاولى : الحنفيّة ، نسبة لأبي حنيفة
النعمان بن ثابت ( ت ١٥٠ هـ ).
الثانية : المالكيّة ، نسبة لمالك بن
أنس ( ت ١٧٩ هـ ).
الثالثة : الشافعيّة ، نسبة لمحمّد بن
ادريس الشافعي ( ت ٢٠٤ هـ ).
الرابعة : الحنبليّة ، نسبة إلى أحمد بن
حنبل ( ت ٢٤٠ هـ ).
والذي يطالع التاريخ وكتب التراجم
والسير ، يلاحظ أنّ عمليّة ، التحوّل المذهبي ، بدأت من القرن الأول الهجري ، أي حصل هنالك انتقال من مذهب إلى مذهب آخر ، أو فلنقل من مدرسة إلى مدرسة اُخرى ، لأنّ بوادر التحوّل المذهبي حصلت قبل حصر المذاهب السنيّة بالأربعة التي ذكرناها ، ففي القرن الأول الهجري كان المسلمون منقسمين إلى مدرستين فقط : أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وأتباع الخلفاء.
ونستطيع أن نقسّم التحوّل المذهبي إلى
أربعة أقسام ، لا خامس لها :
الأوّل : التحوّل المذهبي ضمن الدائرة
الشيعيّة.