الأمّة الإسلامية ،
والتفافنا حوله كفكرة ، وتوجّهنا إلى نهجه ، الذي هو نهج آبائه الكرام البررة ، الأئمة الأحد عشر الذين مضوا بعد أن قاموا بواجبهم تجاه الدين الإسلامي والأمة الإسلامية ، وبقي دوره عليهالسلام
ليعيد للدين عزّته ، وينزله منزلته ، فتقام به دولة العدل الإلهي ، ويتحقق الوعد الذي أطلقه الله تعالى في كتابه بقوله تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن
بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) .
حتمية إتمام نور الله تعالى وعلوّ كلمته
، وظهور دينه على الدين كلّه ، تؤكّد على حتمية القائد الفذ القادر على رفع ذلك التحدي الكبير ، وفي كلا الاعتقادين فإنّ الإمام المهدي واحد ، ونهضته واحدة ، ودولته واحدة ، ودينه دين واحد هو دين جدّه أبي القاسم محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله
، وفرضية عدم ولادته لا تدفع القول بولادته ، لأنّ أغلب الروايات تحدثت عن خروجه ، باستثناء الروايات الخاصّة بأهل البيت عليهمالسلام
التي ذكر عدد منها ولادته عليهالسلام
، وإنّ أباه هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وهو تمام عدة أئمة أهل البيت عليهمالسلام.
من هاتين النقطتين « المهدي ومظلومية
أهل البيت وشيعتهم » عرفتُ الحقّ ، وسلكت نهج آل محمد عليهمالسلام
، موقناً أنّ الحقّ معهم منذ وفاة النبي صلىاللهعليهوآله
، لم يغادرهم لحظة إلى غيرهم ، فحمدت الله تعالى على منّة الإيمان بولاية أئمة أهل البيت عليهمالسلام
، وموالاة الإمام المهدي المنتظر عليهالسلام
قبل خروجه ، وأثني عليه مجدداً فبرحمته خرجتُ من ظلمات بعضها فوق بعض ، تاركا أولئك الذين يدّعون الحقّ ولا يملكونه ، بين ركام اختلط فيه السقيم بالسليم ، وسط مجتمعات لا يتّبع أغلبهم فيها غير الظن ، ( إِن يَتَّبِعُونَ
إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
_________________