لم تتولّد في نفسي همّة معرفة الشيعة ،
إلّا بعد أنْ ألقت الصدفة في طريقي أحد أفراد الشيعة ، لم يكن ذو أصول شيعيّة ، فهو قد تشيّع بعد دراسة وتمحيص استمرّ فترة زمنية غير قصيرة ، زيادة على كونه من أهالي منطقة عرفت باتّباع المذهب المالكي قرون متعاقبة.
الصدفة تمثّلت في دعوتي لحضور حفل زفاف
أحد الأصدقاء ، وأثناء تواجدي بالحفل ، وجدت الرجل من بين المدعوّين ، لم أكن أعرفه معرفة جيّدة ، كلّ ما عرفته عنه هو ما قيل فيه من إشاعات متعلقة بانتمائه ، وبسبب ذلك كنت أتوقى الالتقاء به ، والجلوس معه على نفس الطاولة ، وقد دار في ذلك المجلس حوار ونقاش حول بعض المواضيع ، وسمعتُ الرجل يتكلّم بكلام منطقيّ نابع من قناعة راسخة لديه جعلته يتكلم بثقة تامة وعزة نفس.
استدرت من مجلسي والتفتّ إليه ، ثمّ
خاطبته قائلاً : ألستَ شيعيّاً ؟
قال : بلى. قلت : وهل الشيعة مسلمون
حقّاً ؟ قال وقد ظهرت على ملامحه علامات الغضب : إذا لم يكن الإسلام عندهم وفيهم ، فأين يمكن أنْ يوجد ؟
قلت : وكلّ هذه التهم التي تحاصر
التشيّع والشيعة ، كالادّعاء بأنّ جبريل قد أخطأ في تنزيل الرسالة ، ودعوى تحريف القرآن ، ودعوى تأسيس الفكر الشيعي على يد عبد الله بن سبأ اليهودي ، ودعوى استباحة الشيعة للمحرّمات ، أليست كافية بأنْ تكون دليل على انحراف طائفتك ؟
قال : وهل تعتقد أنّ أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، والذين أذهب الله
تعالى عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، يعتقدون بالذي ذكرت ؟
قلت له : حاشا وكلّا ، أهل البيت رضوان
الله تعالى عليهم مبرؤون من ذلك ، لكنّ أتباعهم قد يكونون انحرفوا عن طريقهم.
فقال : طالما أنّك قد برأت أهل البيت عليهمالسلام من تلك التهم
الباطلة من أساسها ،