نُسَبِّحَكَ
كَثِيرًا *
وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا *
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ) .
فلعليّ من خلال هذه الآية : أخوّته من النبيّ صلىاللهعليهوآله
، وقد تمّت بالمؤاخاة في مكّة والمدينة باتّفاق أهل العلم ، ولو كان لغير عليّ عليهالسلام
من القربة والمكانة ما يمكنه أن يكون أخاً للنبيّ أو خليلا كما يحاول ترويجه الأدعياء ، لما صرف عنه النبيّ صلىاللهعليهوآله وجهه إلى غيره. ولعليّ عليهالسلام
الوزارة وشدّ الأزر والإشراك في الأمر ، والسيرة شاهدة على ما قدّمه علي عليهالسلام
بالدليل والبرهان وليس بالكذب والبهتان ، وأضغاث الأحلام التي طفحت بها كتب الحديث المسمّاة بالصحاح ، وإذا غاب الأمير حضر الوزير.
وجاء في قوله تعالى : (
قَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ )
.
فهذه الآية تؤكّد خلافة عليّ عليهالسلام لمنصب الحكم الذي
كان يشغله النبيّ صلىاللهعليهوآله
بحسب الحديث المتقدّم ، لأنّها تؤكّد بأنّ إحدى منازل هارون من موسى هي منزلة الخلافة.
قال الزميل السنّي : لكنّ كبار علماء
السنّة قالوا بأنّ خلافة عليّ هي في الأهل وليست في الأمّة ، فالنووي مثلا في شرح صحيح مسلم ، لم يعترف بغير خلافة علي رضياللهعنه
في أهله دون الأمّة ، وبذلك قال من المتأخرين أبو الأعلى المودودي في كتابه الخلافة والملك.
قال الشيعي : لقد بلغ التقليد الأعمى
بأهله إلى التعمية على حديث المنزلة بالادّعاء الباطل بأنّ منزلة علي عليهالسلام
التي أشار إليها النبيّ صلىاللهعليهوآله
، هي مخصوصة في أهله فقط دون أمتّه ، سعياً من المحرّفين إلى صرف المسلمين عن حقيقة منزلة عليّ عليهالسلام
، دون إشارة إلى كون المنزلة المشار إليها قد فصّل القرآن فيها القول
_________________