بسبب أئمة الشيعة ولا
أتباعهم ، وإنّما كان السبب فيه الأنظمة التي حكمت رقاب المسلمين بالقهر والحديد والنار ، فلم يُزكّوا غير مواليهم وأتباع سلطانهم ، بينما
عُدّ الشيعة من المعارضة ، وطلب رؤساؤهم للقتل أو السجن بسبب ذلك.
فلم أتمالك عندما وصل الحديث عند هذا
القول من التدخل فقلت : وأي حجّة أعظم من أنْ تلزمنا بما نحن ملزمون به ، إنّها قمّة الاستدلال ، وغاية إقامة
الحجّة ، وهل ترى غير ذلك يا زميلنا العزيز ؟
قال السنّي : لا أجد ما أقوله لك بعد
الذي قلت ، فهات ما عندك من براهين.
قال الشيعيّ : لسوف أقتصر في البداية
على الأحاديث النبوية ; نظراً لكونها المفسّر الأساس للقرآن ، وسأختتم بمتعلقها من الآيات زيادة في إظهار الدليل :
أخرج حفاظ خطّك عدداً من الأحاديث ،
التي يستشف منها أحقيّةُ عليّ عليهالسلام
في قيادة الأمّة الإسلامية ، منها ما فيه إفادة مباشرة على ذلك ، ومنها ما هو دون ذلك ، لكنّه يتضافر ويقوي ويعاضد جانب الإفادة الأولى.
وتعدّد الأحاديث ، جاء ليكشف عن حرص
شديد للنبيّ صلىاللهعليهوآله
، من أجل بيان مقام أهل بيته عليهمالسلام
، كمعتصم من بعده للمسلمين ، وقادة يسلكون بهم سبل السلام. فقد أخرج البخاري ومسلم حديث المنزلة ، الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » .
وحديث المنزلة هذا من أحد الحجج على
أحقيّة عليّ عليهالسلام
في قيادة الأمّة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله
، نظراً لأنّ القرآن الكريم قد احتوى على عناصره من خلال سياق الآيات المتعلقة بهارون وموسى عليهماالسلام
، فقد جاء في سورة طه قوله تعالى : ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي *
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ
_________________