ويضيف زهير : فلم أجد مُبرّراً يسوّغ للمالكية وللحنابلة وللحنفيّة إسقاط قراءة البسملة في فاتحة الكتاب ، وفي مفتتح السور في صلاة الفريضة ، ولم أرى مُبرّراً واحداً يسمح بذلك الترك ، ولا يعطي الحريّة لأيّ كان في إضافة أو حذف أيّ شأن من الشؤون العباديّة. وزاد في عجبي الأشرطة التي تُباع في الأسواق ، والتي تحتوي على تلاوات متنوعة من القُرّاء ، وأخصّ بالذكر منهم أمثال الحُذيفي والسديسي وغيرهما ، تسمع منها قراءات متقنة وأصواتاً جميلة ، لكنّك تصطدم بأنّ هؤلاء جميعاً مضربون عن قراءة البسملة ، فيستنجد طابع الشريط إلى صوت آخر يقرأ البسملة ، كأنّ الآية ليست من القرآن ، أو بها مانع يحول دون قراءتها ، أو هي ناقض من نواقض القراءة يفرّون منه بعدم تلاوته.
لكن الأعجبُ من ذلك ، أنّ هؤلاء
المساكين المتعبدون بالتقليد والوراثة ، يقرؤون البسملة في نوافل شهر رمضان والمسماة بالتراويح ، كأنّما النوافل عندهم تحتمل ما لا تحتمله الفرائض ، أو أنّ النوافل هي أقلّ درجة أو قيمة من الفرائض. ولم أجد طيلة فترة تساءلي عن علّة إهمال البسملة من يقدّم لي الجواب الشافي ، إلى أنْ التقيت بصديق معروف بتشيعه لأهل البيت عليهمالسلام
، فكانت له المبادرة إلى طرح هذا الإشكال ، فما كان مني إلّا أنْ استوقفته متسائلاً : وهل هناك من يقرأ البسملة في الفرائض ؟ فقال : نعم ، إنّ الأئمة الأطهار من أهل بيت النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله
، وأتباعهم من الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة يوجبون قراءة البسملة في كلّ الصلوات ، مفروضة كانت أم مسنونة ، وذلك اتّباعاً لما ورثوه من أبيهم الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
، وهو بدوره أخذ ذلك عن أخيه وابن عمّه رسول الله صلىاللهعليهوآله
، بل لعلّ الشافعي وهو واحد من المذاهب الأربعة ، بعدم مجاراته لمنع البسملة ، قد يكون أخذ وجوبها من علماء الشيعة ، لأنّ غيرهم قد اتّبع أمر معاوية في منع البسملة ، ورفع اليدين في التكبير ، سعياً إلى إبطال آثار علي بن