فنحن نجد أن الأناجيل الأربعة ولا سيما إنجيلي متي ويوحنا ( الذين يزعم المسيحيون أنهما منسوبان لمتي ويوحنا الرسولين ) لا تتحدث ولا تشير إلى خطيئة آدم ( عليه السلام ) أبدا ، بل حتى مرقس ( تلميذ الوصي والرسول بطرس ) هو الآخر لم يذكرها في إنجيله مع أنه حسب ما ينقل كان من المقربين لبطرس ، بل أن إنجيله كما يذكر هو زبدة تعاليم بطرس ، وإضافة إلى ذلك فقد كان مرافقا لبولس نفسه فكيف لم يسمع بهذه المسألة المهمة ولم يدونها ، وكذلك الحال بالنسبة إلى لوقا فإنه كان رفيق بولس في بعض أسفاره ، ولكنه لم يذكر شيئا عن الخطيئة الأصلية والفداء.
وتساؤلات أخرى كلها تثير الشكوك حول هذه العقيدة ، التي لم ينطق بها المسيح ( عليه السلام ) ولا تلاميذه ورسله ، بل كانت من وحي وخيال بولس ، وأعتقد أن بولس باضطهاده وقتله للمسيحيين بشدة قبل توبته أشعرته بعظم الخطيئة التي ارتكبها بعد التوبة والإيمان ، وللخلاص من تأنيب الضمير وتبرير تلك الأفعال والخطايا التي قام بها ، جاء بهذه الفكرة وألبس البشرية كلها ثوب الخطيئة والمصيبة إذا عمت هانت هذا كله إذا أحسنا الظن بالقديس بولس وإيمانه وتوبته الصادقة وصحة الرسائل المنسوبة إليه.
إضافة إلى كل هذا يبقى هناك سؤال مهم يطرح نفسه حول هذه العقيدة وهو : ما ذنب الناس منذ القرون الأولى للبشرية أي منذ زمن آدم ( عليه السلام ) حتى زمن المسيح ( عليه السلام ) ، فهل كلهم خطاة