لم يعبد صنما قط طوال حياته ، وأما سيرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منذ زواجه من خديجة وحتى بعثته ، فالمشهور عنه أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يشتغل باللعب واللهو أبدا كما كان يفعل الرجال ، بل كان يعيش كالحكماء والأنبياء حتى قبل بعثته ، فبالرغم من الأموال الطائلة التي وضعتها خديجة تحت تصرفه ، كان يعيش الحياة البسيطة الخالية من كل ترف وبذخ ، وكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقضي معظم أوقاته في التفكر والتأمل ، وكثيرا ما كان يلجأ إلى سفوح الجبال المغارات للخلوة مع ربه ، والاشتغال بعبادته جل وعلا ، وكان إذا تأخر ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن خديجة علمت أنه يتعبد خارج مكة.
ومن الأحداث المشهورة في كتب التاريخ والتي تشير إلى حكمته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي حادثة هدم الكعبة وبنائها من جديد ، فينقل المؤرخون أنه تم هدم الكعبة وبناؤها من جديد لأنها تصدعت من أثر السيل الذي أصابها ، ولما تكامل البناء إلى موضع الركن ، وقعت الخصومة بينهم فيمن يرفع الحجر الأسود ليضعه في مكانه ، وكاد أن ينشب القتال بينهم ، لأنهم يرون أن من يضع الحجر الأسود في مكانه يكون له الفضل والسيادة والفخر ، ثم تشاور شيوخهم واتفقوا أن يكون أول وافد عليهم هو الذي يضع الحجر الأسود مكانه ، وكان أول من وفد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فلما رأوه استبشروا بقدومه ، وقالوا لقد جاءكم الصادق الأمين ،