عرفت مقصد الرسول من
هذا الأمر ، لذلك حاولت تعطيل خروج الجيش بعدّة وسائل :
أولها :
طعني بأُسامة بن زيد لصغر سنه ونحن كبار
الصحابة مجنّدون في جيشه ، وقد راقت هذه الفكرة للكثيرين ، لذلك تأخّر البعث ، وقد
بلغ رسول الله ذلك ، فخرج معصّب الرأس محموماً يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطّان
الأرض من شدّة ما به من لغوب ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
« أيّها الناس ، ما مقالة بلغتني عن
بعضكم في تأميري أُسامة ، ولئن طعنتم في تأميري أُسامة فقد طعنتم في تأميري أباه
من قبله ، وأيم والله إنّه خليقاً بالإمارة ، وإنّ ابنه من بعده لخليق بها » .
« لعن الله من تخلّف عن جيش أسامة بن
زيد » .
ومع ذلك تشدّدنا في الأمر ، ولم ينفذ
البعث ريثما نرى ما تنجلي عنه الأُمور.
____________