في المسألة الثانية
لأن وضع مفهوم عالم للعالم يتوقف قبل كل شيء على تحديد الطريقة الرئيسية في
التفكير والمقياس العام للمعرفة الصحيحة ومدى قيمتها ولهذا كانت المسألة الأولى في
الحقيقة بحثاً تمهيداً للمسألة الثانية والمسألة الثانية هي المسألة الأساسية في
الكتاب )
ولذلك ربط تعريفه لفلسفتنا بين الطريقة في التفكير وبين الرؤية الكونية للعالم ( فلسفتنا
هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ) .
إن أهمية الرؤية الكونية كأساس للمشروع
الفكري العام لم يغب عن بال باقر الصدر من هنا خصص لها انتاجه الأول في إطار بلورة
ملامح المدرسة الإسلامية فكان ( فلسفتنا ). وهو يعتبر أن صياغة هذه النظرية
الكونية وإعداد المسلم روحياً وفكرياً في ظلالها المهمة الأساسية لرسالة الإسلام.
فبعد ان صنف الرؤى الكونية إلى قسمين كبيرين :
أولا
: نظرية تقوم على أن الإنسان أصيل في هذا الكون الذي هو بدوره مستقل وغير خاضع
لمراقب ومالك وراء الستار باعتبار هذه الأصالة والاستقالة تنعدم المسؤولية أمام
جهة عليا وبدلا من ذلك يحدد هو مسؤوليته في ضوء اهدافه المحدودة.
وثانياً
: نظرية تقوم على أساس وجود قوة تراقب الكون وأن وجود الإنسان هو وجود الأمين
والخليفة لا وجود الأصيل المتحكم ، وهذه الخلافة والأمانة تستبطن معنى المسؤولية
أمام هذه الجهة العليا. والإسلام
__________________