بعد التطور والازدهار الذي شهده علم الكلام في العصر السابق حلّ دور الجمود مع حلول القرن الرابع للهجرة حيث جمد الناس على الأساليب الموروثة جموداً أخرجه عن كونه علماً. وانفصل بذلك علم الكلام عن التفكير العميق. وفي هذه الفترة مات الاعتزال ولكن ظهور أسماء لامعة في القرن السابع للهجرة أعاد لعلم الكلام تألقه واشعاعه فكان الخواجة نصير الدين الطوسي ( ت ٦٧٢ هـ ) والعلامة الحسن بن يوسف بن المطهر ( ت ٧٢٦ هـ ) اللذان أعادا التزواج بين الفلسفة وعلم الكلام بعدما انفصلا في فترة الجمود ممّا أثر على الاتجاه الكلامي في المذاهب الأخرى أيضاً ، واضحت منهجية الطوسي في التجريد هي أساس البحوث الكلامية. حتى أن عضد الدين الايحي وتلميذه التفتزاني في كتابيهما المواقف والمقاصد نظراً إلى التجريد يقول الشهيد مطهري ( وقد أبدع الخواجة نصير الدين الطوسي الحكيم والفيلسوف المتبحر بكتابه ( تجريد الاعتقاد ) النص الكلامي الاكثر إحكاماً وكل متكلم أتى بعده شيعياً كان أم سنياً قد اعتمد هذا المتن. والخواجة نصير الدين قرّب الكلام إلى حدّ كبير من أسلوب الحكمة الجدلية إلى أسلوب الحكمة البرهانية وفي فترات لاحقة فقد الكلام أسلوبه الجدلي كلياً وانضوى تحت لواء الحكمة البرهانية.