جاء ليربي الإنسان على هذه النظرية ( بحيث تصبح جزء من وجوده وتجري مع دمه وعروقه مع فكره وعواطفه وتنعكس على كل مجالات تصرفه وسلوكه مع الله سبحانه وتعالى مع نفسه ومع الآخرين ) (١).
لقد بنى المفهوم الفلسفي للعالم في فلسفتنا على أساس الإنتصار للطريقة العقلية في التفكير وترجيح المذهب العقلي حيث أثبت في ضوء بديهيات هذا المذهب المعرفي علة اولى ( واجب الوجود ) هي مصدر الوجود. مفنّداً كل الرؤى المادية والالحادية الأخرى. وصاغ على أساس ذلك جملة التصورات عن العالم والإنسان في ضوء القوانين الفلسفية المستنتجة عن العالم والإنسان في ضوء القوانين الفلسفية المستنتجة من أصول المذهب المتبنى وفي ضوء نتائج مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية.
إن بلوغ جوهر ( المفهوم الفلسفي للعالم ) في المنظور الإسلامي ( الإيمان بالله ) في نطاق المذهب الذاتي للمعرفة ( ونظرية السيد الصدر الأخيرة ) أسهل واقرب مما كان عليه البحث في كتاب ( فلسفتنا ) حيث وكما رأينا سابقاً أن ( نظرية التوالد الذاتي للمعرفة ) تثبت مسألة الصانع الحكيم بنفس الطريقة التي تثبت فيها كل القضايا الاستقرائية ... من هنا أصبحت القاعدة المعرفية للرؤية الكونية .. قاعدة مبتكرة وأكثر علمية وأكثر دقة.
فالبحث في نظرية المعرفة ... أساساً كان يستهدف الوصول إلى
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، أهل البيت : تنوع ادوار ووحدة هدف ، م. س ; ص ١٢٠.