وبالتوحيد يحرر الإسلام الإنسان من عبودية غير الله ( لا إله إلاّ الله ) ويرفض كل أشكال الالوهية المزيفة على مر التاريخ وهذا هو تحرير الانسان من الداخل ) (١) ... إن هذا التحرر الداخلي يعتق الإنسان خاصة من عبودية الشهوات والرغبات وليربط الذات البشرية بآفاق أرحب وأهداف أسمى.
وعلى ضوء التحرر الداخلي تنطلق عملية التحرير من الخارج : ( وخاض القرآن بعْدَ معركة التحرير الداخلي للإنسانية معركة التحرير في النطاق الاجتماعي. فكما حطم في المحتوى الداخلي للإنسان الأصنام التي تسلبه حرية الإنسانية كذلك حطم الاصنام الاجتماعية وقضى على عبادة الإنسان للإنسان ... ومرة أخرى نجد أن هذه المعركة القرآنية من معارك التحرير قد استعين فيها بنفس الطريقة التي استعملت المعركة الأولى وتستعمل دائماً في كل ملاحم القرآن وهي التوحيد. فما دام الإنسان يقرّ بالعبودية لله وحده فهو يرفض بطبيعة الحال كل صنم وكل تأليه مزور لأي انسان ) (٢) ... وكمدلول اجتماعي لهذا التحرر الخارجي يكون تحرير الثروة والكون من أي مالك سوى الله .. وقد ربط الإمام أمير المؤمنين بين الحقيقتين حين قال ( العباد عباد الله والمال مال الله ) وبذلك حطم الإسلام كل القيود المصطنعة والحواجز التاريخية التي
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر : الإسلام يقود الحياة.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، مقالة الحرية في القرآن : عن كتاب اخترنا لك (١) دار الزهراء ، بيروت ، ص ٥١ ـ ٥٢.