ولكن ما نقطة البدء في بناء المحتوى الداخلي ، ما هو المحور الذي يستقطب عملية البناء؟
إنه المثل الأعلى .. فالانسان هو مركز الثقل في المسيرة التاريخية ، وهو كذلك لا بجسمه الفيزيائي بل بمحتواه الداخلي .. ( والاساس في بناء المحتوى الداخلي هو المثل الأعلى هو الذي ينبثق منه كل الغايات التفصيلية والغايات التفصيلية هي المحركات التاريخية للنشاطات على الساحة التاريخية ) (١).
وهذا يمكن ان نلخص نظرية الصدر في المقام بهذا التسلسل الآتي :
فالتوحيد كمنظومة فكرية : قاعدة المحتوى الداخلي التوحيدي الذي يتخذ من الله عزوجل مثلا أعلى مطلقاً ويحرر الانسان من الداخل ويكون أساس التحرير من الخارج. فالتوحيد أطروحة تحرير تنبع من الداخل لتشع على الخارج ( فالتوحيد هو جوهر العقيدة الإسلامية
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٢٠٠.