والسلام ) حملة ، وتبعته خويلة لم تبلغ المائة فارس ، فأجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بنفالها ، فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثم انجلت ، فأثبت النظر فلم أرَ إلاّ رأساً نادراً ، ويداً طايحة ، فما كان بأسرع من أن ولوا مدبرين ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ )(١). فإذا أمير المؤمنين قد أقبل وسيفه ينطف ووجهه كشقة القمر ، وهو يقول : ( فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )(٢).
قال عكرمة : وكان ابن عباس رضياللهعنه يحدّث فيقول : أمر رسول الله عليّاً عليهالسلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (٣).
____________
١ ـ المدثر / ٥٠ ـ ٥١.
٢ ـ التوبة / ١٢.
٣ ـ حديث أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، رواه أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب كما في مستدرك الصحيحن ( ٣ / ١٣٩ ) قال : ( أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ).
وأخرج الحاكم أيضاً بسنده عن أبي أيوب قال سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعلي بن أبي طالب : ( تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرفات والنهروانات وبالسعفات ) ، قال أبو أيوب قلت يا رسول الله مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : ( مع علي بن أبي طالب ).
ولأبي أيوب حديث رواه الخطيب البغدادي في تاريخه ( ١٣ / ١٨٦ ) بأوسع مما مرّ حدّث به عند منصرفه من صفين ، كما حدّث به أيضاً في صنعاء كما في مجمع الزوائد ( ٩ / ٢٣٥ )؟ نقلاً عن الطبراني. وروى هذا الحديث أيضاً عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله بن مسعود وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله مضافاً إلى الإمام عليهالسلام الذي كان يقول على المنبر : ( والله ما كَذبت ولا كُذبت ، ولا ظللت ولا ضُلّ بي ، بل عهد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عهده إليّ وقد خاب من أفترى ، عهد إليّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ) أخرجه البزار وأبو يعلى ، وعنهما في كنز العمال ( ٦ / ٨٢ط الهند الأولى ) ، فالحديث ثابت لا شك فيه.